نظرًا للأهمية والفائدة التي تقدمها القراءة لطفلك، كان من الجيد أن نبدأ هذه العملية منذ الطفولة المبكرة التي تلي مرحلة الولادة، وأن نقدم للطفل ما يناسبه بحسب مرحلته العمرية والذِّهنية.
ولأن استخدام الكتب الورقية منذ مراحله الأولى يعد أمرًا صعبًا، كانت الكتب القماشية أو الكتب الهادئة، هي الخيار الأنسب والأفضل لتعويد طفلك على القراءة والتعلُّق بالكتاب، بالإضافة إلى ما يقدمه من فوائد كثيرة سنتعرف إليها معًا في هذا المقال.
تتألف الكتب القماشية من صفحات مملوءة بأنسجة قماشية مختلفة، وتحتوي ميزات تفاعلية تساعد على تنمية المهارات الحسيّة لدى الطفل، وتدعم عملية تعلُّمه ونموه، كما تقدم الفوائد التالية:
لا تقف الكتب القماشية عند كونها كتابًا عاديًّا فحسب، بل هي أكثر من ذلك، إذ تُعدُّ ألعابًا حسيّةً تحفّز حواس الطفل الصغيرعبر ما تحتويه من صور ساطعة وملونة وعناصر تفاعلية أخرى، مثل الصفحات ذات الملمس المختلف، والأجراس والألعاب، وغيرها من الإضافات التي تحفّز حواس الطفل.
لن يمل الطفل من استخدام هذا النوع من الكتب، وذلك لأنها مصمَّمة لإبقاء الأطفال مستمتعين وقريبين منها من خلال ألوانها النابضة بالحيوية وصورها اللافتة للنظر، وعناصرها الحسية التي تجعل الطفل متحمسًا لاستكشافها، فضلًا عن احتواء هذه الكتب في معظمها على لعبة جرس أو خشخشة، وهذا بدوره يجعل الأطفال أكثر انتباهًا، ويشجع على التطور الصحي لقدراتهم السمعية وإدراك أنواع مختلفة من الأصوات.
سيكون هذا النوع من الكتب هو الأول في بناء الطفل وتطوير مهاراته اللُّغوية والاجتماعية، إذ يقوم الطفل بتقليب صفحاته والتفاعل معه بما يساعده على التنسيق بين يده وعينه، ويعلِّمه الإمساك بالكتاب باستخدام كلتا يديه، وبالتالي يصبح أكثر تحكُّمًا بحركاته أثناء اللعب، ويقوِّي عضلات يديه.
تساعد هذه الكتب على التطور المعرفي السليم للأطفال؛ لأنها تحفِّز القدرات الحسيَّة لديهم عبر العناصر ثلاثية الأبعاد التي يمكن للطفل لمسها وتحريكها، كما أن معظم هذه الكتب تكون “صامتة” ولا تصدر أي نوع من الأصوات، فهذا بدوره يؤمِّن بيئة تعليمية هادئة وإيجابية للأطفال، كما يدعم جهودهم للتعلُّم الفردي أو الذاتي، ويعزِّز التركيز بمرور الوقت.
تلهم الكتب القماشية الأطفال التفكير خارج الصندوق، من خلال أنشطتها المتنوعة التي تحث على التجريب أو المحاولة، مثل المطابقة، والأزرار، وسحب السحابات، و “تخمين الشيء أو الحيوان”؛ ممَّا يدفع الطفل إلى استخدام قوته العقلية والتوصل إلى حلول إبداعية متنوعة، وبالتالي يطور مهارات حل المشكلات لديه، ويحافظ على نشاط دماغه في معظم الوقت.
لأن الكتب القماشية مصمَّمة للأطفال الصغار جدًّا، فهي تخضع لاختبارات السلامة والأمان، وبالتالي يمكن للأم أن تطمئن أثناء استخدام طفلها لها، من غيرالحاجة إلى القلق بسبب الحواف الصلبة التي تكون عادةً في الكتب الورقية؛ لأن هذه الكتب تتميز بحوافها الناعمة والآمنة، كما أنها تتميز بمتاتنها وإمكانية استخدامها مرارًا وتكرارًا، إذ يصعب تمزيقها ويمكن غسلها والمحافظة عليها بسهولة.
يركز هذا النوع من الكتب على استخدام الألوان الأساسية، مع اقتران النص أو السرد بوسائل بصرية مشرقة، ممَّا يدعم المهارات البصرية للأطفال، ويجعلهم قادرين على فهم محتواها وإدراكها حتى لو أنهم لم يتعلموا القراءة؛ بسبب رسومها التوضيحية التي تكون أكثر تشويقًا للأطفال. ويمكنهم قضاء ساعات في قراءتها من دون الشعور بالملل أو التعب.
إن الوقت الذي ستقضيه الأم مع طفلها في أثناء قراءة هذه الكتب يعد وقتًا ثمينًا لكليهما، كما أنه يُعدُّ طريقة جذابة للتواصل في أثناء اللعب والتعلم، ويعزِّز الرابطة التي يتشاركان بها معًا من ناحية تكوين الذكريات الخاصة بهما، فهو لا يقتصر على التعليم والترفيه فحسب، بل يُعدُّ نوعًا من أنواع التواصل العاطفي بين الطفل وأمه.
تقدم الكتب القماشية خيارات مختلفة من الأنواع التي تفيد الطفل، إذ يمكن العثور على كتب ذات موضوعات مختلفة، مثل الألوان والأرقام والحيوانات والأشكال وغيرها. كما توجد منها أيضًا كتب لوحية للأطفال الذين بدؤوا حديثًا الاهتمام باكتشاف محيطهم، وكتب ناعمة مثالية للأطفال في مرحلة التسنين.
تتميز الكتب القماشية بخفة وزنها، وقابليتها لإعادة الاستخدام، كما يمكن حملها إلى أي مكان، مع عدم القلق من أن يسكب عليها الطفل أي شيء؛ لأنها قابلة للغسيل والتنظيف في الغسالة، وبسبب صنعها من القماش فهي تميل إلى الاستمرار أكثر من الأنواع الأخرى من الكتب.
هناك مجموعة من النقاط الرئيسة التي قد تفيد الأم عند انتقائها للكتاب القماشي الأمثل لطفلها، وتساعدها في عملية الاختيار، وهي:
بعض الكتب القماشية قد تحتوي على أزرار تصدر صوتًا عند قلب الصفحات، وهو ما يُعدُّ أمرًا مسليًا جدًّا للطفل، ويجعله يضحك كلما قلب صفحات الكتاب، وبالتالي يعيد هذا الفعل أكثر من مرة انتظارًا لسماع صوته.
تجذب المرآة الطفل إلى كتب القماش، فعندما يرى الطفل نفسه فيها أو يرى والدته تظهر فيها فهذا سيشعره بالفضول، ويجعله محبًّا ومنجذبًا أكثر للكتاب.
من الأفضل أن تحتوي الكتب القماشية شخصيات ثلاثية الأبعاد، لأن هذا يسلي الطفل ويجعله متحمساً أكثر لاكتشافه وتحسسه بيديه وحواسه جميعاً.
وفي الخلاصة، تبقى هذه العوامل جزءًا من مجموعة أكبر يؤخذ بها عند انتقاء الكتب الأنسب لطفلك، وذلك لأنها تختلف بحسب تفضيلات الطفل من هذه الخيارات، وهو ما يمكن للأم أن تكتشفه من خلال لعب طفلها بالكتاب وانسجامه فيه، إذ تلعب الفروق الفردية بين شخصيات الأطفال دورًا في انجذابهم نحو نوعٍ دون الآخر، ولكن مهما يكن نوع هذا الكتاب، فإن اقتناءه في مكتبك لمولودك الصغير يُعدُّ أمرًا مهمًّا جدًّا في بداية تعليمه، وتعويده على عالم القراءة والكتب.